Friday 4 February 2011

دعوة إلى التعايش

دعوة إلى التعايش

من أخت ضعيفة إلى الأساتذة الكرام! إني حزينة جدا باختلاف هذه الأمة. هل تأملتم من نحن؟ نحن أمة أخرجت للناس! ماذا واجبنا؟ واجبنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول الله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" فعلينا أن نعتني في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

نحتاج في هذه العملية المهمة إلى الصبر والإتقان، علينا أن ننوّر قلوبنا بالقرآن وننظّفها بالآداب الإسلامية ونهذبها تهذيبا راقيا ممزوجا بالسنة النبوية

كما نعلم أن العالم يحتاج إلى نور الإسلام، وإلى الحب الخالص، هذا العالم مملوء بالكذب والغش. علينا أن نضيئ - ولو بشمعة ضئيلة - في هذا الظلام الحالك

إذا تأملنا حولنا نرى الأشخاص المسمين يخوضون بالإسلام في الجاهلية وآدابها بعض منهم يشربون الخمر وبعضهم يهملون الربا إهمالا شديدا كما أنهم لا يعرفون أن الربا حرام

يا علماء هذه الأمة، وفقهائها! بعد هذا كلّه، الإمبراطورية الآن فاغرة فاها لتبتلع الإسلام، بل الله لا يأذن لذلك, لأن الإسلام والقرآن، صاحبه هو الله الكريم المجيد، بل نحن خلفاؤه في الأرض. يبين القرآن هذه الحقيقة: إذا يقول للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة." نعم! نحن خليفة الله في الأرض، كم من عالم وفقيه لا يضع في جوف قلبه هذه الشعلة المحركة، لا ننس أبدا أننا نحن خليفة الله في الأرض.  ولا زم علينا أن تكون أعمالنا ومعاملاتنا ونشاطاتنا كلها على منوال هذا المنهج.

 ورغم ذلك كيف نرى علمائنا في هذا الزمن، سريعا يكفّرون الناس ويعُدُّهم مرتدين، نحن نفكّر كلمة الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قتل شخص قال لا إله إلا الله، يردّد النبي (ص) " ماذا تفعل ب "لا إله إلا الله" في الآخرة؟ عند الحساب.....

نحن نرى في القرآن آيات مليئة بالعظات والأوامر والنواهي في سورة الحجرات، أين نحن نجعل تلك الآيات في أخلاقنا، الناس يصنعون (المنصة) ثم يجمع الناس، ثم يسخر من أخيه المسلم ويشتمه ويكفّره, من أين جاء هذا المنوال الجاهليّ؟ من أيّ كتاب درس هؤلاء العلماء دروس السخرية والعصبية؟ والله هذه جاهلية واضحة وفضيحة، وعار على الأمة، كلمات رديئة تستعمل في مجالس الدين، من فضلكم أيها العلماء وخبراء هذا الأمة الشريفة!! أوقفوا هذا الوضع! فَلْنتكلّمْ كلّنا على أمور موجبة، لا سالبة، خذوا كراسة واكتبوا فيها أمورا تصلح هذه الأمة وتلم شعثهم وتوحد كلمتهم !!، لا أمورا تفرقهم وترمي بهم شذر مذر  !!، لا أمورا يفرقهم ويرمي بهم شذر مذر... اهتمّوا بقول رسول الله (ص) "يد الله على الجامعة" – "عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة" 

إذا تضاربنا يذهب ريحنا وتضيع قوّتنا.

أختكم في الله زبيدة

Monday 31 January 2011

أخبار غير سارة

ماذا أنا أكتب؟ مصر، تونس، يمن، الجزائر. نحن نسمع من تلك البلاد أخبارا غير سارة. المئات يقتلون، والآلاف يجترحون، والآلاف في قلق وحزن. كيف نقدر أن نتحمل هذه المأساة؟

نحن قرأنا في الجرائد اليوم، مئتان من المسجونين قد لقوا مصرعهم بانطلاق الرصاص. معظمهم قد أغلقوا وراء جدر السجون من غير جريمة.

أنا أبحث هنا عن حلال هذه الاضطرابات في رأي الاسلام، انتشرت الفتنة انتشارا لا يقدر لأحد أن يوقفها، بلد طيب قد رُمي إلى قاعة الهلاك، أنا لا أؤيّد السيد حسني مبارك قط، له تاريخ بيّن في إيذاء الإخوان المسلمين. ومع ذلك آراؤه موافقة بدولة اسرائيل الظالمة.

على الرغم من ذلك، لي علاقة روحانية ببلد مصر. نحن مكتثنا هناك قبل سنتين أربعة أيام، زرنا الأسكندرية والقاهرة والفيوم، الآن هذه البلاد يملئ قلبي قلقا وحزنا. وذلك البلد الجميل الطيب قد ألقي إلى قعر الاضطراب، إلى فرمة شديدة الحرارة.

كانت هناك شخصيات مكرّمة، مثل سيدنا موسى (ع)، والسيدة آسيا (ر)، وسيدنا يوسف (ع)، والسيدة نفيسة المصرية والإمام الشافعي، وكذلك الشيخ أبو العباس المرسي والإمام البوصيري الّذي ألّف قصيدة ’البردة. هذه القصيدة تُعدُّ من أجمل القصائد في مدح الرسول (ص). وأخيرا الامام حسن البنا وشهيد سيد قطب والسيدة زينب الغزالي الذين تحملوا مشقّات وآلاما في سبيل الدعوة إلى الله. ومنها هاجر الأستاذ يوسف القرضاوي والشيخ عبد المعز عبد الستار - المصاب بالأذن بسبب ضرب البوليس على أذنه - وبذلك لي علاقة حارّة بذلك البلد، قد يرتحل روحي حينا بعد حين إلى مصر وشوارعها وآثارها المزدهرة.

قلبي ويحزن حينما أشدوبه
آثار قدمائي وسيرة مقدمي
قلبي ويقلق حينما أذكرهم
تاريخهم ومناهج المتقدم.

ماذا نقدر أن نفعل؟ لندع لاخواننا المظلومين، بالاخلاص والاتقان!! لتقُم دولة اسلامية، متوفرة بالعدل في أسرع وقت ممكن، بجهد يسير، بتضحية أشخاص قليلة! هذه هي الفرصة للدعاء الخالص، هذه هي فرصة لتقديم دعاءهم الى الخالق البارئ سبحانه وتعالى كل من يؤمن به، مسلمين وغير مسلمين، لأن هذاالحال يعمّ كل الانسان، هم يزعجون بهذا الحال المؤلم. الرب تعالى يقبل دعاءنا الخالص ان شاءالله.

قد بذل الأستاذ عمرو خالد في ميدان التحرير مع الشبان وقتا واسعا، وطلب من شبان مدعُوّيهِ أن يتبرعوا بالدم لاخوانهم المظلومين. وأضاف هو قائلا: كل مستشفيات مصرمحتاجة إلى دمائكم، روحوا الى كل المستشفيات وتبرعوا بالدم!

قبل شهر كانت هناك أزمّة حين مازار الأستاذ عمروخالد منطقة الاسكندرية. وهذه كلها واردة في موقعهم. نحن الآن ندعوا الله عزوجل أن يلهم للأئمة الحكمة والبصيرة والقوة في هذه الآونة المزعجة.

ونضيف الى هذا أقوال الأستاذ السيد راشد الغنوشي الذي يعيش مهاجرا في فرنسا: ’هذه فرصة ملائمة ومناسبة للاسلاميين لإنجاز وعدهم ازاء الشريعة الإسلامية وتنفيذها في وطنهم، هذه هي فرصة الرابعة، اذا انتهزوها نالوا نيلا وافرا.

خبر مرْجع الأستاذ الغنوشي الى تونس يمنح لقلوبنا راحة وسكينة غير قليل. في هذه الآونة لازم على الإنسان الصالح أن يدعو الرب تبارك وتعالى أن يُعْطي لأمراء هذه البلاد وأئمتها قوّةً تُوصِلهم الى تنفيذ شريعة الله هناك.

كما قال السيد الأستاذ القرضاوي "انّما سقط هبل فقط، وعزي ولات ومناة متبقيات". نحن ندعو الآن أن يسقطن سريعا ويتكرر في التاريخ أيام الفتوحات الماضية المكتوبة بالذهب.
وفي قلبي حزن وقلق، هناك منظر في المستقبل، لا نقدر ألا نرى انكانية مجيئ السيطرة (Imperialism) في حين حصاد الثمار الدعوة الإسلامية، ان الاسلاميين قد أراقوا دماءهم وأهرقوا عرقهم في سبيل هذه العقيدة الصحيحة - نحن ندعوالله أن لا يُري لنا مثل هذه المناظر المؤلمة. آمين.

اللهم أعْط لهذه الأئمة تقواها، تقبل الله منا ومنكم انشاء الله.

والله الموفق.

أختكم زبيدة من الهند