Thursday 23 October 2014

الذكريّات المُرَّة

فتحت المدارس بعد عطلة الصيف، راح الطلاب إلى المدرسة سباحا مع فرح وسرور، وعابد أيضا اليوم في فرح ممتاز، لأنّه يحسب الآن أن له أبا وأن له محبا. ذكر عابد... أنا الآن في الصف العاشر، وفي أول المرّة أعطى لي أبي خمس مئة روبية عندا فتتاح المدرسة. ووزّع الفرح مع صديقة حسن، يا حسن! قبل أمس أعطى لي أبى خمس مئة روبية. اشتريت هذه الأحذية. فقال حسن: ماشاء الله! والله يا عابد أنت فرحان حدا؟ نعم، يا حسن، كم أنا حزنت!؟ عندما يبيئ آباؤكم من الخليج كم أنا حزنت؟ الآن يجمد الله، أبى أيضا أعطى لي الفلوس.

أسرعا الى المدرسة، كانت هناك حقلة الدخول للعام الدراسي الجديد. بل تأخرا من الوقت، شتمتهما المدرّسةَ وقالت: اليوم، اليوم الأول للجراسة، واليوم ايضا تأخزت يا عابدا؟ خجل عابد من كلام المدرسة، بل أجاب للمدرسة: مسّتي العزيزة! أول مرة أعطى لي أبي الفلوس، أردت أن أشتري حذاء جديدأ، ولذلك تَأَخَّرْتُ، عفوا يا سيدتي...

نعم، ادخل الصف، اجابت المدرسة.

اجتمع الطلاب في ساحة المدرسة، ورحّبت رئيسة المدرسين كل الطلاب إلى العام الدراسي الجديد، وبعد توزيع الحلويات كل الطلاب راحوا إلى بيوتهم.

بعد الظهر والغداء خرج عابد مع أصدقائه للتنزه ألى ساحل البحر، ونزلوا البحر للاغتسل موسم الأمطار قد بدأ، والبحر هائج ومائج، يجذب الزوّار ويرعبُهُم، الأمواج كالأعلام عابد... فُجْأَةً جاء ميوج كبير وقوي... زلق رجل عابد، وابتلعه الموج...

علا بكاء والدة عابدة المسكينة، والناس كلهم يواسونها عبشا. لم يجدوا لعابد أثارا في البحر – طوال الليل بحث البوليس والغواصون الماهرون عنه، بل لم يجد والأثرا لعابد.

في الصباح الحزين طلعت الشمس كعادتها، دُهِشت قريت عابد... كل الناس يسرعون إلى الساحل البعيد منهم، والأمّ أيضا أسرعت كمجنونة، مرّت فقط نظرت إلى جسده الجامد... سقطت على الأرض باكية مُغْمِيَةً عَلَيْهَا. والقرية استلمت حزن هذه الأم المسكينة... من بعيد... الريح الشمالية أيضا جاء مُصَفِّرًا... مُعْلنة حزنها العميق لذلك البلد – بو... بو

الصداقة

جَلَسَتْ الْمَرْأَةُ فِي مَقْعَدٍ كَانَ فِي وَاجِهَةِ الْمَكْتَبِ، رَأَتْ مِنْ أَثْنَاءِ الْبَابِ صَدِيقَتَهَا التِي لاَعَبَتْ مَعَهَا فِي الصّغَر، اَلْمَرْأَةُ خَجِلَت مِنْ صَدِيقَتِهَا لِأَنَّهَا لَمْ تَنْجَحْ فِي الْإِمْتِحَانَاتِ، وَصَد]قَتُهَا نَجَحَتْ فِ كلِّ الْإِمْتِحَانَاتِ بِاَرْقَامٍ فَائِقَةٍ مَعَ الدَّرَجَةِ الْأُولَى، سَمِعَتْ مِنْ صَدِيقَتِهَا الْأُخْرَى أَنَ مَارِي (قَدْ عُسّنَتْ) فِي الْمَكْتَبِ المُقَاطَعِي مُدِيرة، أَرْسَلَتْ عُيُونَهَا إِلَى الْبَعِيدِ وَبَدَأَتْ نُفَكِّرُ...، كَانَتْ طُطُولَتِي وَصِغَرِي عَصْرِيَ الدِّرَاسِيَّةِ ذاتَ فَرَحَ وَسُرُورٍ، وَكَانَتْ مَارِي تَرُوحُ إِلَى الْمَدْرَسَةِ بَعْدَ أَعْمَالِهَا فِي بَيْتِي، وَكَانَتْ أُمِّي تُرِيقُ لَهَا الْمَاءَ الدَّافِءُ الْأَرُزِيِّ مَعَ إِدَامٍ قَلِيلٍ، وَكَانَتْ مَارى تُسَارِعُ إِلَى الْمَدْرَسَةِ حِينَمَا كُنْتُ رَفيدَة وَرَاءَ الدَّرَّاجَةِ النَّارِيَّةِ لِأَبِي، ذَرَفَتْ عَيْنَهَا لَمَّا وَصَلَتْ ذِكْرَيَاتُهَا إِلَى الْمَاضِي الْمُتْرَف، مَعَ أَبِيهَا وَأُمِّهَا وَأَخِيها أَيُّ مَحَبَّةٍ وَمَوَدَّةٍ كَانَتْ فِي بَيْتِي، رَاتِبُ أَبِي الْكَافِي، وَالنَّارَجِيلَ وَالْأَرُزُ وَلْفُلْفُلُ تَنْصِبُ كِيسَ أَبِي وَحِسَابَ مَصْرِفِهِ، ...وَكَانَتْ الْأُمُّ تَتَصَدَّقُ كَثِيرًا، هِيَ أَحَبَّتْ مَارِي كَثِيرًا لِأَنَّهَا تُوفِّي عَنْهَا أَبُوهَا فِي صِغَرِهَا، وَكَانَتْ مَلاَبِسِ تُعْطَى لَهَا، هَزَّتْ الذِّكْرَنَاتُ مَشَاعِرُهَا.

اِطَّلَعَتْ صَدِيقَتَهَا الْقَدِيمَةِ مِنْ خِلَلِ سَدْلِ الْبَابِ. وَأَيْقَنَتْ أَنَّهَا هِيَ، داخِلَ هَذِهِ الْغُرْفَةِ صَدِيقَتُهَا الْمَدْرَسِيَّةِ حَاوَلَتْ الْمَرْأَةُ أَلاَّ تَرَاهَا مَرِي...

مَشَتْ إِلَى نَائِب الْمَدْرَسِ، وَسَوَّت كُلَّ الْإِسْتِمَارَاتِ لِطَلَبِ التَّبَرُّعِ مِنْ عُصْوِ الْمَجْلِسِ التَّشْرِيعِي... وَسَارَتْ...

بَدَأَتْ أَنْ تَعُودَ...

فُجْأَةً... نِدَاء مِنَ الْرَرَاءِ...

فَاطِمَة... قِض، أَنَا شُفتكِ قَبْلَ أَنْ أخْيَى... كَيْفَ حَالُكِ؟ وَكَيْفَ حَالُ الْأُمِّ...؟ صَافَحَتْ مَرِي فَاطِمَة وَعَانَقَتْهَا ذَرَفَتْ عَيْنَاهَا...

بَلْ... لَمْ يَخْرُجُ الْكَلِمَاتُ مِنْ فَمِهَا مَا تَكَلَّمَتْ فَاطِمَةُ شَيْئًا...

بَلْ سَكَتَتْ...

فَاطِمَة... لَمْ تَقِفُ مَنامِتَةٌ؟

لاَ... لاَ شَيْئَ... مَارِي...

اَلَحَّتْ فَاطِمَة عَلَى الْجَوَابِ مَارِي... مَاتَ الْأَبُ قَبْلَ عِشْرِينَ سَنَوَاتٍ بِالْجَلْطَةٍ الْقَلْبِيَّةِ... وَاثْرَ ذَلِكِ مَرِضَتْ الْأُمُّ... وَأَصَابِهَا مَرَضَ الشَّلَلِ ثُمَّ... مَانَتْ الْأُمُّ... قَبْلَ ثَلاَثِ سَنَوَاتٍ، مَارِي... أَنَا الْآن وَحِيدَة.

أَتَيْتُ هُنَا لِطَلَبِ تَبَرُّعِ عُضْوِ مَجْلِسِ التَّشْرِيعِ.

أَحَسَّتْ مَارِي بِدَوْرَانِ الرَّأُسِ، مَاذَا أَنَا أَسْمَعْ يَا إِلَهِي؟

قَبْلَ ثَلاَثِينَ سَنَة...

طَارَتْ هُمُومُهَا إِلَى الْوَرَاءِ...

بَلْ... لَيْسَ هَذَا وَقْتُ الْهُمُومْ...

فَاطِمَة... ان شاء الله أَنَا أَشْفَعُ لِلْعُضْوِ الْمَجْلِسِ التَّشْرِيعِي بِسُرْعَةٍ، لاَ أَقْدِرُ يَا اُخْتِي أَن تَنْسَى مَاضِيًا.

عَابَقَتْ مَارِي زَمِيلَتَهَا الْقَدِيمَةِ، وغَنَّتْ بُلْبُلٌ مِنْ فَنَنِ شَجَرَةِ الْأَنْبُجِ كو...كو... بالفرح السُّرُورِ، أَجَابَتْ فَاطِمَة: يَا مَارِي أَنَا الْآنَ... كَمَا عَادَ أَبِي وَأُمِّي إِلَى حَيَاتِي... الله يُبَارِكْ فِيك. 

Saturday 19 July 2014

متى تفيق هذه الأمّة من نومها العميق?!!

ثلاث اخوات. احداهنّ في قبض العدو، طالما تبكيان هاتان الأختان في صوت يبلغ السماء. الأخت الثني وقعت في يد العدو كانت ضعيفة. بل كانت لها تاريخ أثعقة وعريقةٌ ذات خصب وجمال.

احداهما كبيرة من الأخت المقبوضة والأخرى صغيرة منها. ومع ذلك هاتان الأختان قويّتان، يكفي تنفُّسُهُمَا لقصف العدو بالخنق - ونجاة الأخت الضعيفة من يده -

لكن... لكن الأختان تؤمنان وتتيقَّنَانِ أن البكاء فقط يُنْقِذُ أختهما.

الأختان وقعتا في الأمنية.ليست عند هما خطة أو برنامج لا نقاذ اختهما الضعيفة. لا تلتفتان اليها حينما، تَنْشِقُ آخر النشق وحينما يقطع العدوّ جميع أعضاءها - ومع ذلك تانك الأختان في بهاء وفخر، وهما مزيّنتان بالازياء الغالية والحلي الجميلة.

أيها الأصدقاء! هل تَعَرَّفتم من هؤلاء الأخوات الثلاثة؟ هنّ المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة والمسجد الأقصى في فلسطين!

يقول الله تعالى: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله (سورة الإسراء).

عند المسلمين الآن مقاليد الأرض، فتحت أبواب الثروة، الطائلة عليهم، يقدر أن يشتري عشرات مثل بقعة فلسطين بالربا التي تترك في حساب المسلمين في بنوك العالم - كم من مبلغ تنفق من أيدي المسلمين حجّا وعمرة!! وهدا المبلغ يكفي أن يدرسوا الاسرائيليين درسا مناسبا، شد الرحال والإعتكاف مأمور للمسلمين الى المسجد الأقصى أيضا، كان القدماء يعتمرون الى المسجد الأقصى أيضا بين رحلتهم للحج والعمرة. بل حال المسجد الأقصى الآن مؤلم. اني لما رحت إلى الأقصى قبل خمس سنوات اني رأيت جنود الإسرائليين داخل الحائط للمسجد الأقصى - وكذ لك في الخليل ايضا
- أيها الأصدقاء! هل تفكرتم عن حال المسلمين الآن؟ كيف صرنا في مثل هذه الذلة ووالمسكنة؟ يشعر في حسنا فجوة امارة مركزية. خاف النبي (ص) الغني على الأمة. والتفرق بالشيع - كل بلاد العرب أثرياء - ومع ذلك ضعفت البلاد التي تشارك في حدود فلسطين.

الذين يومتون في غزة انسان مثلنا، لهم آلام مثل الامنا - بعض الناس يسألون، بم يشتكي المسلمون حينما تهتلك عزة!،
 نعم! لذلك سبب بيّن عند المسلمين - ان اليهود قد احتلّوا قبلة المسلمين الأولى والبلاد الذي يحترمونها. هناك بلد ابراهيم ويونس وموسى وعيسى عليهم السلام. الذين يحترمونها المسلمون مثل محمّد (ص)
 الصهاينة في الجهد الاخير لقصف فلسطين، الأرضالمتبقية في فلسطين قطاع غزة فقط.

حينما نحاور مع أصحاب غزة يقولون لنا: عليكم أن تلفتوا عناية العالم الينا، وعليكم أن تعقد وامظاهرات وحفلات لغزة

متى تفيق هذه الأمّة من نومها العميق?
، فكيف تستفيق منه؟
 هم تحت عبودية الترف والهوي.

عبر سنوات نحن ندعو. ثم ندعو ونرثي لغزة... بل ليس له جواب،
 ممكن، ثرف العالم المسلمين يكون سببا لهذا الابتلاء الحاسم
: علينا أن تنتمسك بالكتاب المبين والسنة النبوية.

والسلام
.sabeeedha@gmail.com

Wednesday 22 February 2012

أبوالصواريخ

أبوالصواريخ


نحن الهنديون مفتخرون ب ا.ب.ج عبد الكلام .لانه كان مهندسا  فيلسوفا وعالما مشهورا في العالم. أثناء شهر أنا قرأت أ ربعة من كتبه ,واحد منها في الانجليزية واثنان منها الترجمة في اللغة المليالمية

وواحد كتبه سيد من كيرالا
اذا أمعننا النظر في كل هذاالكتب نري أنه فيلسوف وعالم ماهر في الهندسة والرياضيات.قضي طفولته وكهولته في فقر وضيق ,للطموحيين أسوة عليا في حياة عبد الكلام ,ﻷنه وصل بجده واجتهاده الخالص الي مرتبة علماء العالميين .وكان مجال علم الفضاء الهندية قبل قدومه صفرا,ﻻأجحد جهود "وكرم سارا باي" هومي ج بابا .بل وصلت الهند بجهده الي صفوف البلاد الغنية بالثروة الذروية.ومع ذلك استطاعت الهند أن توسع صواريخ اللئي ينقلن اﻷقمار الصناعيةالي الفضاء .هو بذل جهوده كله في ترقية هذاالمجال العجيبة.نحن نقدر ان نقرأفي كتبه عديدا من الحوادث التي تقشعر منهاجلود أي انسان يحب الطموح.نري في بداية كتابه حادثة يبين فيه عبد الكلام تلك الحادثة :كنت راحلا الي برنامج في بكارو في ولاية جاركند ,حينما قربت الطائرة للهبوط سقطت علي الارض بعون الله نجونا كلنا من الخطر.وأنا رحت مباشرا الي برنامجي,كان طلاب الكلية ينتظرونني بفارغ الصبر.وبعد ذلك رجعت الي الفندق ,أول مرة أنا اضطجعت الي السرير قبل الساعة الواحدة من الليل ,ومع ذلك أول مرة انا استيقظت من النوم في الساعة الثامنة ,ﻷن الأطباء وصفوا لي أدوية لزوال اﻷلم .تأملوا معا عن همته!اذا وقعنا نحن في مثل هذه الحادثة ماذا نفعل؟نحن نوقف كل برنامجنا ونستريح أسبوعا ,وتكون قلوبنا قلقة وكئيبة .هذا فرق واضح بيننا وبين مثل تلك الشخصية نري في هذه الحادثة الخطيرة العجيبة مواجهته لمسؤليته ,ﻷن الطلاب كانوا ينتظرونه!!
وهذا الرئيس قضي أوقاتا طويلة مع الشبان.والطلاب,قد بذل وقتا وعمرا في ترقية نفوس شبان الهند.في أكثر وقته هو ينصح الشبان أن يحلموا أحلاما جميلة.ﻷنه يتيقن أن الاحلام سيصير حقائق ,ﻷنه كان من أحلامه أن تكون الهنددولة متقدمة في علم الفضاء وفي علم الطاقة النووية.يقول مازحا انه تزوج من العلم!وبذلك لا حاجة الي الزواج!!ي أنه اختار العلم صديقا ومحبا ومحبوبا.يبين هو عن كتبه التي أثرت في حياته .,حينماساله طالب ثانوي أثناء زيارته اياه,أثرتني أربعةكتب,منها القران الكريم يصفه ان القران الكريم صديقه غير زائل,يصحبه معه كل وقت 
 
أيوه!ما أجمل أقواله!وما أعظم همته!هو يقدم القرآن العظيم أمام سامعيه ,ومعظم سامعيه يشتاقون الي الكتاب الذي صوّغ هذاالفيلسوف الماهر والعالم المشهور!ويكادون يصلون الي القرآن الكريم!,والله أعلم
 
سألت صديقة لي بعد قراءة بعض كتبه,مالذي أعجبك في حياة ا.ب.ج؟أجابت بعد التفكر,طفولته الفقيرةومع ذلك انشغاله موزعا للجرائدعلي القدم وبائع الفستق في سواحل راميشورم في المسائيات,ومع ذلك يروح الي المدرستين الدينية والحكوميةويذكر ا.ب.ج.عن طفولته:تصل الجرائدفي القطار الي بلدنا من شنى ويرمي جانب السكة الحديدية,اذ ليس للقطار موقف في بلدنا,آخذها وأوزعها في البيوت في أسرع وقت ممكن اذ ليس عندي وقت وافر ﻷني تلميذالمدرسة القرآنيةوالحكومية.ومع ذلك يذكر والده ووالدته الذين أحباه حبا شديداوأعطيا له عناية كبيرةهو يقول :كانت أمي امرأةمثالية في العطاء والبذل,كانت من بيت غني,وكانت تعتني بأفراد عائلةوالدي عناية ممتازة.وبذلت كل ما عندها في بيت أبي.قد تولت ذلك المنصب من عند نفسهامن غير اجبار .ومع ذلك يذكر من عمق نفسه:"أنا أتخيل عند جلوسي في قصر الرئيس الهندية للغذاءأن أمي أجلس معي آخذة مروحة يدوية وتحركها لي"ما أشد حبه ﻷمه
نعم! ليس ل أ.ب.ج سمي في تاريخ الهند الحديثة في الشخصية والعلم وثقة النفس "السمي ل ا.ب.ج.ا.ب.ج فقط"ا

Friday 4 February 2011

دعوة إلى التعايش

دعوة إلى التعايش

من أخت ضعيفة إلى الأساتذة الكرام! إني حزينة جدا باختلاف هذه الأمة. هل تأملتم من نحن؟ نحن أمة أخرجت للناس! ماذا واجبنا؟ واجبنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول الله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" فعلينا أن نعتني في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

نحتاج في هذه العملية المهمة إلى الصبر والإتقان، علينا أن ننوّر قلوبنا بالقرآن وننظّفها بالآداب الإسلامية ونهذبها تهذيبا راقيا ممزوجا بالسنة النبوية

كما نعلم أن العالم يحتاج إلى نور الإسلام، وإلى الحب الخالص، هذا العالم مملوء بالكذب والغش. علينا أن نضيئ - ولو بشمعة ضئيلة - في هذا الظلام الحالك

إذا تأملنا حولنا نرى الأشخاص المسمين يخوضون بالإسلام في الجاهلية وآدابها بعض منهم يشربون الخمر وبعضهم يهملون الربا إهمالا شديدا كما أنهم لا يعرفون أن الربا حرام

يا علماء هذه الأمة، وفقهائها! بعد هذا كلّه، الإمبراطورية الآن فاغرة فاها لتبتلع الإسلام، بل الله لا يأذن لذلك, لأن الإسلام والقرآن، صاحبه هو الله الكريم المجيد، بل نحن خلفاؤه في الأرض. يبين القرآن هذه الحقيقة: إذا يقول للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة." نعم! نحن خليفة الله في الأرض، كم من عالم وفقيه لا يضع في جوف قلبه هذه الشعلة المحركة، لا ننس أبدا أننا نحن خليفة الله في الأرض.  ولا زم علينا أن تكون أعمالنا ومعاملاتنا ونشاطاتنا كلها على منوال هذا المنهج.

 ورغم ذلك كيف نرى علمائنا في هذا الزمن، سريعا يكفّرون الناس ويعُدُّهم مرتدين، نحن نفكّر كلمة الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قتل شخص قال لا إله إلا الله، يردّد النبي (ص) " ماذا تفعل ب "لا إله إلا الله" في الآخرة؟ عند الحساب.....

نحن نرى في القرآن آيات مليئة بالعظات والأوامر والنواهي في سورة الحجرات، أين نحن نجعل تلك الآيات في أخلاقنا، الناس يصنعون (المنصة) ثم يجمع الناس، ثم يسخر من أخيه المسلم ويشتمه ويكفّره, من أين جاء هذا المنوال الجاهليّ؟ من أيّ كتاب درس هؤلاء العلماء دروس السخرية والعصبية؟ والله هذه جاهلية واضحة وفضيحة، وعار على الأمة، كلمات رديئة تستعمل في مجالس الدين، من فضلكم أيها العلماء وخبراء هذا الأمة الشريفة!! أوقفوا هذا الوضع! فَلْنتكلّمْ كلّنا على أمور موجبة، لا سالبة، خذوا كراسة واكتبوا فيها أمورا تصلح هذه الأمة وتلم شعثهم وتوحد كلمتهم !!، لا أمورا تفرقهم وترمي بهم شذر مذر  !!، لا أمورا يفرقهم ويرمي بهم شذر مذر... اهتمّوا بقول رسول الله (ص) "يد الله على الجامعة" – "عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة" 

إذا تضاربنا يذهب ريحنا وتضيع قوّتنا.

أختكم في الله زبيدة

Monday 31 January 2011

أخبار غير سارة

ماذا أنا أكتب؟ مصر، تونس، يمن، الجزائر. نحن نسمع من تلك البلاد أخبارا غير سارة. المئات يقتلون، والآلاف يجترحون، والآلاف في قلق وحزن. كيف نقدر أن نتحمل هذه المأساة؟

نحن قرأنا في الجرائد اليوم، مئتان من المسجونين قد لقوا مصرعهم بانطلاق الرصاص. معظمهم قد أغلقوا وراء جدر السجون من غير جريمة.

أنا أبحث هنا عن حلال هذه الاضطرابات في رأي الاسلام، انتشرت الفتنة انتشارا لا يقدر لأحد أن يوقفها، بلد طيب قد رُمي إلى قاعة الهلاك، أنا لا أؤيّد السيد حسني مبارك قط، له تاريخ بيّن في إيذاء الإخوان المسلمين. ومع ذلك آراؤه موافقة بدولة اسرائيل الظالمة.

على الرغم من ذلك، لي علاقة روحانية ببلد مصر. نحن مكتثنا هناك قبل سنتين أربعة أيام، زرنا الأسكندرية والقاهرة والفيوم، الآن هذه البلاد يملئ قلبي قلقا وحزنا. وذلك البلد الجميل الطيب قد ألقي إلى قعر الاضطراب، إلى فرمة شديدة الحرارة.

كانت هناك شخصيات مكرّمة، مثل سيدنا موسى (ع)، والسيدة آسيا (ر)، وسيدنا يوسف (ع)، والسيدة نفيسة المصرية والإمام الشافعي، وكذلك الشيخ أبو العباس المرسي والإمام البوصيري الّذي ألّف قصيدة ’البردة. هذه القصيدة تُعدُّ من أجمل القصائد في مدح الرسول (ص). وأخيرا الامام حسن البنا وشهيد سيد قطب والسيدة زينب الغزالي الذين تحملوا مشقّات وآلاما في سبيل الدعوة إلى الله. ومنها هاجر الأستاذ يوسف القرضاوي والشيخ عبد المعز عبد الستار - المصاب بالأذن بسبب ضرب البوليس على أذنه - وبذلك لي علاقة حارّة بذلك البلد، قد يرتحل روحي حينا بعد حين إلى مصر وشوارعها وآثارها المزدهرة.

قلبي ويحزن حينما أشدوبه
آثار قدمائي وسيرة مقدمي
قلبي ويقلق حينما أذكرهم
تاريخهم ومناهج المتقدم.

ماذا نقدر أن نفعل؟ لندع لاخواننا المظلومين، بالاخلاص والاتقان!! لتقُم دولة اسلامية، متوفرة بالعدل في أسرع وقت ممكن، بجهد يسير، بتضحية أشخاص قليلة! هذه هي الفرصة للدعاء الخالص، هذه هي فرصة لتقديم دعاءهم الى الخالق البارئ سبحانه وتعالى كل من يؤمن به، مسلمين وغير مسلمين، لأن هذاالحال يعمّ كل الانسان، هم يزعجون بهذا الحال المؤلم. الرب تعالى يقبل دعاءنا الخالص ان شاءالله.

قد بذل الأستاذ عمرو خالد في ميدان التحرير مع الشبان وقتا واسعا، وطلب من شبان مدعُوّيهِ أن يتبرعوا بالدم لاخوانهم المظلومين. وأضاف هو قائلا: كل مستشفيات مصرمحتاجة إلى دمائكم، روحوا الى كل المستشفيات وتبرعوا بالدم!

قبل شهر كانت هناك أزمّة حين مازار الأستاذ عمروخالد منطقة الاسكندرية. وهذه كلها واردة في موقعهم. نحن الآن ندعوا الله عزوجل أن يلهم للأئمة الحكمة والبصيرة والقوة في هذه الآونة المزعجة.

ونضيف الى هذا أقوال الأستاذ السيد راشد الغنوشي الذي يعيش مهاجرا في فرنسا: ’هذه فرصة ملائمة ومناسبة للاسلاميين لإنجاز وعدهم ازاء الشريعة الإسلامية وتنفيذها في وطنهم، هذه هي فرصة الرابعة، اذا انتهزوها نالوا نيلا وافرا.

خبر مرْجع الأستاذ الغنوشي الى تونس يمنح لقلوبنا راحة وسكينة غير قليل. في هذه الآونة لازم على الإنسان الصالح أن يدعو الرب تبارك وتعالى أن يُعْطي لأمراء هذه البلاد وأئمتها قوّةً تُوصِلهم الى تنفيذ شريعة الله هناك.

كما قال السيد الأستاذ القرضاوي "انّما سقط هبل فقط، وعزي ولات ومناة متبقيات". نحن ندعو الآن أن يسقطن سريعا ويتكرر في التاريخ أيام الفتوحات الماضية المكتوبة بالذهب.
وفي قلبي حزن وقلق، هناك منظر في المستقبل، لا نقدر ألا نرى انكانية مجيئ السيطرة (Imperialism) في حين حصاد الثمار الدعوة الإسلامية، ان الاسلاميين قد أراقوا دماءهم وأهرقوا عرقهم في سبيل هذه العقيدة الصحيحة - نحن ندعوالله أن لا يُري لنا مثل هذه المناظر المؤلمة. آمين.

اللهم أعْط لهذه الأئمة تقواها، تقبل الله منا ومنكم انشاء الله.

والله الموفق.

أختكم زبيدة من الهند