Thursday 23 October 2014

الذكريّات المُرَّة

فتحت المدارس بعد عطلة الصيف، راح الطلاب إلى المدرسة سباحا مع فرح وسرور، وعابد أيضا اليوم في فرح ممتاز، لأنّه يحسب الآن أن له أبا وأن له محبا. ذكر عابد... أنا الآن في الصف العاشر، وفي أول المرّة أعطى لي أبي خمس مئة روبية عندا فتتاح المدرسة. ووزّع الفرح مع صديقة حسن، يا حسن! قبل أمس أعطى لي أبى خمس مئة روبية. اشتريت هذه الأحذية. فقال حسن: ماشاء الله! والله يا عابد أنت فرحان حدا؟ نعم، يا حسن، كم أنا حزنت!؟ عندما يبيئ آباؤكم من الخليج كم أنا حزنت؟ الآن يجمد الله، أبى أيضا أعطى لي الفلوس.

أسرعا الى المدرسة، كانت هناك حقلة الدخول للعام الدراسي الجديد. بل تأخرا من الوقت، شتمتهما المدرّسةَ وقالت: اليوم، اليوم الأول للجراسة، واليوم ايضا تأخزت يا عابدا؟ خجل عابد من كلام المدرسة، بل أجاب للمدرسة: مسّتي العزيزة! أول مرة أعطى لي أبي الفلوس، أردت أن أشتري حذاء جديدأ، ولذلك تَأَخَّرْتُ، عفوا يا سيدتي...

نعم، ادخل الصف، اجابت المدرسة.

اجتمع الطلاب في ساحة المدرسة، ورحّبت رئيسة المدرسين كل الطلاب إلى العام الدراسي الجديد، وبعد توزيع الحلويات كل الطلاب راحوا إلى بيوتهم.

بعد الظهر والغداء خرج عابد مع أصدقائه للتنزه ألى ساحل البحر، ونزلوا البحر للاغتسل موسم الأمطار قد بدأ، والبحر هائج ومائج، يجذب الزوّار ويرعبُهُم، الأمواج كالأعلام عابد... فُجْأَةً جاء ميوج كبير وقوي... زلق رجل عابد، وابتلعه الموج...

علا بكاء والدة عابدة المسكينة، والناس كلهم يواسونها عبشا. لم يجدوا لعابد أثارا في البحر – طوال الليل بحث البوليس والغواصون الماهرون عنه، بل لم يجد والأثرا لعابد.

في الصباح الحزين طلعت الشمس كعادتها، دُهِشت قريت عابد... كل الناس يسرعون إلى الساحل البعيد منهم، والأمّ أيضا أسرعت كمجنونة، مرّت فقط نظرت إلى جسده الجامد... سقطت على الأرض باكية مُغْمِيَةً عَلَيْهَا. والقرية استلمت حزن هذه الأم المسكينة... من بعيد... الريح الشمالية أيضا جاء مُصَفِّرًا... مُعْلنة حزنها العميق لذلك البلد – بو... بو

No comments:

Post a Comment